أسقفٌ قدّيس حمل راية الحقّ في وجه الظلم

القدّيس ريتشارد تشيتشيستر القدّيس ريتشارد تشيتشيستر | مصدر الصورة: (Fr James Bradley via Wikipedia comman (CC BY-NC 2.0

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بتذكار القديس ريتشارد تشيتشيستر في 3 إبريل/نيسان من كل عام؛ قدّيس عُرِف بالرحمة والعدالة.

أبصر ريتشارد النور في 1 يناير/كانون الثاني سنة 1197 في درويتويتشسا، وتلقّى تعليمه في أكسفورد، ثمّ انتقل إلى باريس وبعدها إلى بولونيا حيث درس القانون. وفي عام 1235، رجع إلى أكسفورد وعيّنَه رئيس أساقفة سنتربري إدموند أبينجدون مستشارًا، فشارك في جهود الدفاع عن الكنيسة من تدخّل السلطة الملكيّة.

حين توفّي إدموند عام 1240، قرر ريتشارد أن يصبح كاهنًا، فدرس اللاهوت طيلة عامين مع الدومينيكان في أورليانز. وبعدها عاد إلى إنكلترا عام 1242، وبات أسقفًا على بلدة تشستر، فعاش الرسالة المسيحيّة من خلال الأمانة للإنجيل والالتزام الرعويّ العميق. كانت حياته شهادة حيّة لعمل نعمة الله من خلال الأشخاص الذين يكرّسون حياتهم لدعوتهم، متغلّبين على التحدّيات التي تعوق عمل الإنجيل. كما أظهر اهتمامًا خاصًّا بالفقراء والمحتاجين والمهمّشين، مؤكّدًا أنّ أعمال الرحمة تُجسّد في جوهرها اللقاءَ بين المعاناة الإنسانيّة والمحبّة الرحيمة التي تسعى إلى تخفيفها.

التزم ريتشارد قيم العدالة والحقّ، وعارض الظلم في عصره، فأظهر جانبًا أساسيًّا آخَر من الرحمة. ولم يتردّد في مواجهة السلطات المدنية وكذلك أعضاء الكنيسة لمّا أساءت أفعالهم إلى تعاليم الإنجيل.

كان هذا القديس يعتبر أنّ الرحمة والعدالة متشابكتان بعمق، وأنّ خدمة المسيح تعني أيضًا الكفاح حتّى تتجلّى مملكة السلام والمحبّة في الهياكل والعلاقات الإنسانيّة. وأخيرًا رقد ريتشارد بسلام في 10 أبريل/نيسان سنة 1253.

يا ربّ، علّمنا على مثال هذا القدّيس كيف نكون شهودًا لتعاليمك بالقول والعمل في كلّ ظروف حياتنا، إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته